الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

بلاغة الأهمية للذكاء العاطفي

التفكير العاطفي يرشد السلوك وينمي القدرات العقلانية وحدها لا تصنع القرار السليم

ساد الاعتقاد طویلا عند علماء النفس والمتخصصین بالعلاقات الشخصیة والاجتماعیة بأن التفكیر الجید لا یستقیم إلا بغیاب العاطفة . وھذا ما حدا بالعقلانیین أن یجعلوا غیاب العاطفة عن التفكیر عقیدة فكریة لھم، والذین صنفوا فیھا البشر إلى فئات .. بدءا من فئات العباقرة ونزولا إلى فئات المتخلفین عقلیا وفقا لدرجة الذكاء العقلي IQ، حتى ظھرت لنا التجارب الإكلینیكیة في أواخر التسعینات إلى أن التفكیر الخالي من العاطفة، لا یؤدي بالضرورة إلى اتخاذ قرارات مرضیة على المستوى الشخصي والاجتماعي في كثیر من الأحیان وأصبح من المؤكد أن العواطف القویة تلعب دورا كبیرا في التفكیر بصورة سلیمة . حتى ظھر لنا ما عرف أخیر ا بالذكاء العاطفي أو التفكیر العاطفي الذي أظھر طفرة حقیقیة في إعادة تقییم الشخصیة والعلاقات الاجتماعیة بصورة مختلفة تماما عن ما كان سائدا، تلك الطفرة العلمیة التي أثبتت لنا أخیرا أن القلب یفكر مثلھ مثل العقل الذي یفكر تصدیقا لقول الله عز وجل : (أفلم یس یروا في الأرض فتكون لھم قلوب یعقلون بھا أو آذان یسمعون بھا فإنھا لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )، والتي ھي حقیقة علمیة أصبحت الآن ثابتة لدى الغرب.

وإذا ما تجاوزنا السرد التاریخي لبدایة ظھور تلك الحقائق بدءا من ظھور مصطلح الذكاء العاطفي إلى سلسلة الاكتشافات المذھلة المرتبطة بالطاقة البشریة والتفكیر العقلي والتفكیر العاطفي، تؤكد النتیجة أن الشخص یستطیع أن یجعل عواطفھ تعمل من أجلھ أو لصالحھ باستخدامھا في ترشید سلوكھ وتفكیره بطرق ووسائل تزید من فرص نجاحھ إن كان في العمل أو في المدرسة أو في الحیاة بصورة عامة " فالمشكلة لا تكمن في العاطفة في حد ذاتھا بقدر ما تتعلق بكیفیة توظیفھا والتعبیر عنھا لإیجاد أو خلق التوازن بین التفكیر العقلاني والتفكیر العاطفي . ووضح أن عواطفنا تنبع من أربعة أبنیة أساسیة ھي القدرة على الفھم الدقیق والتقدیر الدقیق والتعبیر الدقیق عن العاطفة والقدرة على توليد المشاعر حسب الطلب عندما تسهل فھم الشخص لنفسھ أو لشخص آخر، والقدرة على فھم العواطف والمعرفة التي تنتج عنھا، وأخیرا القدرة على تنظیم العواطف لتطویر النمو العاطفي والفكري.

وكل واحد من ھذه الأبنیة السابقة یساعد على تطویر المھارات المعینة التي تشكل معا ما یسمى " الذكاء العاطفي" الذي ینمو ویتطور بالتعلم والمران على المھارات والقدرات التي یتشكل منھا. من خلال الوعي الذاتي، القدرة على التصرف والقدرة على فھم الشخص لمشاعره وعواطفھ والقدرة على ضبط وتوجیھ الانفعالات والمشاعر القویة تجاه الآخرین.

د. حاتم سعید الغامدي استشاري نفسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلمات خالدة

إهداء إلى كل من أشعل نفسي بالحماس ..
إلى من ينشرون الأمل في قلوب الناس ..

أرشيف المدونة الإلكترونية

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة