الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

كيفية إدارة المهنة

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن أساليب إدارة المهنة، وشمل حديثنا الفرق بين المهنة والوظيفة، أهمية إدارة المهنة، والأسلوب التقليدي، الأسلوب الحديث، وأسلوب البروتين في إدارة المهنة. ختمنا الحديث بأن في أسلوب البروتين يعتمد الشخص على نفسه في إدارة حياته المهنية. وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية إدارة المهنة.

خطوات إدارة مهنتك:

الخطوة الأولى، تكون بمعرفتك لهدفك الرئيسي في حياتك المهنية. أين ترغب أن تكون؟ وماذا تود أن تحقق؟ هذا الهدف يجب أن يبقى أمام عينيك دائماً، ومن الطبيعي أنه سيمر وقت طويل قبل أن تصل إليه، وهذا طبيعي. لأنك إن وصلت إلى هدفك الرئيسي بعد مدة قصيرة فأعلم بأنك قد وضعت لنفسك هدفاً خاطئاً ولا يرقى لمستواك وقدراتك.

الخطوة الثانية، بعد أن عرفت هدفك الرئيسي تعرف على جميع الشركات، الأفراد، المهارات، والشهادات التي تساعدك على بلوغ ذلك الهدف. بمعنى آخر، حينما تبدأ مشوارك المهني، أو حتى أثناء سنوات دراستك، قد تجد أمامك خيارات وظيفية عديدة. لا تضحي بهدفك الرئيسي مقابل راتب أعلى أو وظيفة أسهل لمدة مؤقته. أدرس الخيارات المتاحة لديك، وتعرف على الفرص التي قد تكون متعبة في البداية، أو لا يكون المردود المادي منها ممتازاً، ولكن على المدى الطويل ستفتح لك الطريق لتحقيق هدفك وحلمك الرئيسي.

أدوات وأسئلة تساعدك على تحديد هدفك:

من أهم الأدوات التي تساعدك على تحديد هدفك، فهمك لنفسك ونقاط قوتك وضعفك. اختبار MBTI لتصنيف الشخصيات، الموجود في المدونة يساعدك على التعرف على خفايا نفسك وأسرارها. وقد يكون نقطة بداية ممتازة لك. تذكر أن هذا التصنيف عام، وأنت كفرد فريد من نوعك، فلا تجعل الإختبار يحدد لك مسارك، بل كن أنت من يستخدم الإختبار للتعرف على نفسك وأنت من يحدد المسار والطريق الذي تسير عليه.

في النهاية سواء أستخدمت اختبار تحديد الشخصية السابق أو غيره يجب أن تجيب على الأسئلة التالية لتستطيع تحديد هدفك:

  • ما هي نقاط قوتك؟ (مثلاً: تواصلك مع الآخرين، سرعة البديهة..)
  • ما هي الطريقة المفضله لديك لتأدية الأعمال؟ (مثلاً: العمل مع مجموعة، لوحدك، أمام الناس، خلف الكواليس…)
  • كيف تتعلم؟ (مثلاً: بالتجربة، بالقراءة، بالإستماع لمحاضرة…)
  • ما هي القيم التي تعتز بها وتهمك جداً؟ (مثلاً: ترى بأن الربا حرام لذلك لا تعمل في بنك، تعتقد بأن الوجبات السريعة مضرة بالصحة لذلك لا تعمل في مطعم..)
  • إلى أية الأماكن تشعر بالإنتماء؟ (مثلاً: مع أسرتك أو وطنك لا تعمل في مجال يتطلب منك السفر…)
  • ما هي الأشياء التي تشعر بأنك تستطيع تقديمها؟ (مثلاً: المجالات التي تحبها وتشعر بأنك ستبدع فيها إن أعطيت الفرصة..)
مراحل المهنة:

المراحل التي تمر بها أثناء حياتك المهنية يمكن تبسيطها بتقسيم الوظائف التي تشغلها أو ستشغلها بإذن الله تعالى على سنوات عمرك. هذه المراحل مقسمة كما هو موضح في الشكل التالي:

المرحلة الأولى: الإكتشاف ( إلى منتصف العشرينات)

أثناء سنوات دراستك في الجامعة وقبل الجامعة، لا بد وأنك تأثرت بأصدقائك، أقاربك، مدرسيك، أو بما قرأت عنه أو شاهدته بالتلفاز، فيما يتعلق بحياتك المهنية، وما تود القيام به لبقية حياتك. تنتهي هذه المرحلة، عندما تتخرج من الجامعة وتبدأ في العمل. المشكلة تكمن في كون ليس كل ما تسمع وتقرأ عنه صحيح، قد تخلق لدى نفسك أحلام وطموحات غير واقعية، وبتخرجك تصدم بالواقع. هذه الصدمة قد تتسبب أحياناً بمشاكل لدى الشركات ولدى الأفراد، بسبب اختلاف التوقعات بين الطرفين.

المرحلة الثانية: البناء (من منتصف العشرينات إلى منتصف الثلاثينات)

مرحلة البناء تبدأ عندما تتقلى أول عرض للعمل، أو عندما تقبل أحد هذه العروض. في هذه المرحلة تبدأ بالتعرف على الواقع الملموس من خلال نظرتك الخاصة وتجاربك المحسوسة، بعكس ما تعودت عليه خلال مرحلة الإكتشاف والتي كان مصدر المعلومات والتلقى أطراف خارجية. أيضاً ستبدأ بالشعور بالنجاح أو الفشل، وذلك بناءاً على انجازاتك وأعمالك قبل إلتحاقك بالوظيفة الأولى، كلا الشعورين مهمين فمن خلالهما ستبدأ بالإرتقاء أو تصحيح المسار وبالتالي سيزداد أدائك وانتاجيتك. هذه المرحلة مهمة كونها الخطوة الأولى الحقيقة في حياتك المهنية، ومن خلالها تبني أساسات وخريطة مهنتك.

طبعاً لانغفل أهمية الإرشاد والتوجيه الذي توفره المؤسسات لك في هذه المرحلة، أو زملاء العمل من ذوي الخبرة، فستتعلم منهم الكثير من أسرار وطبيعة العمل، تلك المعلومات لن تجدها في الكتب أو في الجامعات.

المرحلة الثالثة: المنتصف (من منتصف الثلاثينيات إلى الخمسين تقريباً)

في هذه المرحلة سيقابلك تقاطع للطرق، فأنت إما أنك ستواصل إرتقائك في مهنتك، ستبقى على ذات المستوى، أو أن مستواك المهني سينخفض. بداية، ستكون قد قضيت وقتاً طويلاً في سوق العمل وبالتالي لن يتم النظر إليك كمتدرب، أخطائك لن يتم التغاضي أو التساهل معها من رب عملك. أيضاً ستوثر عليك الأمور التالية:

  • ستلاحظ أنك وصلت لمرحلة ما يعرف بمنتصف العمر.
  • ستلاحظ أنك مقيد بعناصر خارجة عن طاقتك، تحد مما تستطيع تحقيقه خلال حياتك.
  • سيصبح لديك تصور عن مدى إمكانية تحقيق أهدافك المهنية.
  • التغير في تركيبة عائلتك، أبنائك يكبرون يطالبونك بمساعدتهم لتحقيق أحلامهم.
  • تقل قدرتك على التنقل من أجل العمل.
  • تبدأ بالقلق حيال الأمن الوظيفي، وربما يصبح أكثر أهمية من التقدم المهني.

بالتالي تبدأ أولوياتك بالتغير، وكذلك أهدافك. وفي هذه المرحلة قد تغير من وظيفتك أو هدفك المهني ليتوافق مع التغير في الأولويات والأهداف.

المرحلة الرابعة: المرحلة الأخيرة (من الخمسين تقريباً إلى السبعين)

ما سيحدث في هذه المرحلة يعتمد على المرحلة السابقة (مرحلة المنتصف). إن كان مستواك المهني يرتقي خلال تلك المرحلة، فإنه من المتوقع أنك خلال هذه المرحلة ستكون قد حققت جزءاً كبيراً حلمك المهني. وغالباً ماستقوم المؤسسة التي تنتمي لها بالإستفادة من خبراتك، بجعلك في منصب كالمستشار لمجلس الإدارة أو الموظفين الأقل خبرة.

أما إن كنت ممن كان مستواه المهني مستقر على ذات المستوى أو ينخفض خلال (مرحلة المنتصف)، فإنك حين تصل للمرحلة الأخيرة ستشعر بأن الوقت قد فات لتحقيق حلمك المهني، خصوصاً بأنه سيكون من الصعب عليك التنقل من أجل العمل أو الإنتقال لمؤسسة جديدة.

المرحلة الخامسة: الإنحدار

هذه المرحلة هي المرحلة الأصعب خصوصاً إن كنت من الناجحين خلال حياتك المهنية، فالناجحين يرون في التقاعد عن العمل خسارة لجزء مهم من حياتهم.

أهمية جمعيات المتخصصين:

أحد أهم الأساليب لتحديث المعلومات والتعرف على آخر المستجدات في المجال الذي أخترت أن تكون مهنتك فيه، هو بالمشاركة في هذه الجمعيات. وغالباً ما يمكنك البحث عن هذه الجمعيات من خلال الإنترنت أو بسؤال المتخصصين. ستفيدك هذه الجمعيات أو الهيئات بالتالي:

  • تكوين شبكة معارف من المتخصصين في مجالك.
  • التعاون ومشاركة الخبرات.
  • فرص للتدريب وتطوير المهارات.
  • مواكبة التطورات بشكل غير رسمي.
  • التحفيز المهني.
  • المساعدة في عملية التعلم المستمر.

وبهذا انهينا الحديث عن إدارة المهنة،

دمتم بخير!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلمات خالدة

إهداء إلى كل من أشعل نفسي بالحماس ..
إلى من ينشرون الأمل في قلوب الناس ..

أرشيف المدونة الإلكترونية

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة