الاثنين، 9 يوليو 2012

لماذا يكتسب بعض الناس قوي خارقة دون عن الأخرين ؟؟


لماذا يكتسب بعض الناس قوى خارقة دون عن الأخرين ؟؟ 



لاحظنا دائماً أن هناك فئة من الناس تمر بالتجارب “الما ورائية” ( كإكتساب قوي خارقة, التلبس ,الجن , العفاريت,الأشباح و الغرباء أصحاب اليوفو ) دون الفئة الأخري التى تقف موقف المتفرج وتطالب عادةً بالدليل المادي على وجود مثل هذه الأشياء .

هذه المعضلة ليست وليدة اليوم وإنما مستمرة منذ الأزل وستستمر ما بقي الإنسان .. لكن دعوني ألقي الضوء على زوايا الموضوع لعلنا نرى التعقيدات التى لا تريد أن تنفك لعل وعسى نصل لخطوط واضحة تكشف لنا كنه هذه القضية.. هل لاحظتم أن جميع الكتب المقدسة يكثر فيها إستخدام القصص وضرب الأمثال؟؟!! .. ذلك لأن الحقيقة لا تقال بالكلمات ولا توصف .. لأن الحقيقة لا بد أن تغمرك بنورها لتصبح جزءاً لا يتجزأ منك لتسبح كل خلية من جسدك في ضياءها .. أما الكلمات فلن تفعل ذلك بل ستجعل منك مخزناً للمعلومات ليطلق الناس عليك الألقاب : دكتور,عالم ,فقيه , إلى آخر الألقاب .. 

وحتى توضح الصورة أكثر إليكم هذا المثال : هب أنك واقف في الطريق تستمتع بأشعة الشمس وجاء رجل أعمى وقال لك: صف لي الشمس !! .. ربما ستقول له : الشمس نجمة في السماء , الشمس هي الحياة , هي النور والضياء .. هب أن الرجل الأعمي أعجبته الكلمات وذهب لأخوانه في كهفهم يردد :الشمس نجمة في السماء , الشمس هي الحياة , هي النور والضياء .. وقل أن الكلمات أعجبت هؤلاء القوم وحسبوه شاعراً أو عالماً وأغدقوا عليه الهدايا والعطايا .. هل تغير شي؟؟ هل عرف الرجل الأعمي ما هي الشمس ؟؟ .. ألا تظن أن معرفته بالشمس ليست سوى كلمات!! .. أما بالنسبة لك الكلمات لا تعني أي شئ .. مجرد أصوات .. لأنك قادر أن ترى الشمس و أشعتها الذهبية وألوان قوس قزح ..

منذ البداية أدرك الأنبياء والرسل أن الوصف لا يجدي نفعاً لشخص أعمي فكان كل همهم الوصول لطريقة تفتح بصيرته ليري الحقيقة بأم عينيه .. لذلك ستجد أن الكتب المقدسة, بدون إستثناء , تركيبة كلماتها لا تشبه كلام البشر .. إنها دقيقة ومحكمة لغرض آخر غير الوصف والشرح .. الغرض منها إيقاظ الوعي وفتح البصائر .. إنها كلمات تحمل أسراراً قادرة على هز الكيان والوصول بالمعرفة إلى آفاق أخري غير معرفة العقل , هذا ما يسمى في الديانات بالعلم الباطني .. كلما أنصت الفرد للآيات الربانية كلما ذاد شفافية وتفتحت البصيرة .. الإنصات هو السماح لمعاني الآيات التغلغل في حنايا القلب والكيان بدون حواجز العقل والمنطق .. والإستماع هو تخزين الكلمات المسموعة في خلايا العقل بدون أن تتسرب إلى القلب ودون أن يحس بها الكيان.. كلما ذاد الفرد شفافية وتمدد وعيه .. كلما ذاد إدراكاً وإحساساً بالعوالم غير المرئية.. لن يكون العالم مجرد الظواهر فقط بالنسبة له .. فهناك عوالم خفية بدأت توضح له.. لذلك ستلاحظ أن الفرد الذي صار متديناً ستجده أصبح يتحدث عن أشباح تطارده وعفاريت تتربص به والمخلوقات الفضائية ,ألخ … هذه الأشياء كانت موجودة أصلاً ولم تأتي من الفراغ.. المسألة فقط أنه صار يمتلك الشفافية الكافية و الإدراك لتصبح هذه المخلوقات حقيقة ماثلة أمامه .. ولأن الطريق وعر ويمكن للفرد أن يتوه في عوالم غريبة عليه لا يملك الخبرة الكافية للتعامل معها ويكون معرضاً للمخاطر في أي لحظة لذلك ستجد في جميع بقاع العالم أناس حباهم الله بمعرفة بواطن تلك الأمور ليرشدوا السالكين حتى يخرجوا لبر الأمان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلمات خالدة

إهداء إلى كل من أشعل نفسي بالحماس ..
إلى من ينشرون الأمل في قلوب الناس ..

أرشيف المدونة الإلكترونية

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة